البنت الحزينة الجالسة عند برج الساعة
نيسان ـ نشر في 2015/12/30 الساعة 00:00
بعد امتحان بيوم خميس من ايام دراستي بالجامعة الاردنية بفترة التسعينات، كنا نتمشى انا واصحابي بالجامعة، فمرينا ببنت قاعدة لحالها عند برج الساعة، وكان واضح انها مهمومة وحزينة.
ولأن محاولة الحكي مع البنت لنعرف مالها مغامرة، بسبب حالتها النفسية الظاهرة عليها، وانها ممكن تكون ردة فعلها قاسية، قررنا نراهن ب 25 دينار للي بقدر يروح يسألها ليش حزينة.
فقررت اغامر انا و اروح احكي معها، ولما وصلت عندها، جحرتني جحرة هزت اندونيسيا وكل شرق اسيا مش بس هزت كياني، لكني اتماسكت وصارحتها مباشرة عن الرهان و ان الشباب بعطوني 25 دينار إذا بعرف ليش حزينة.
كانت المفاجأة انها صفنت لحظات، وقالتلي بنبرة فيها حدّة ع مسخرة ع استغراب ع مرارة : موافقة بشرط تعطيني نصهن.
فأتفقنا بشرط اوقف معها أقل اشي دقيقتين، ومن الحكي عرفت انها من محافظة بعيدة عن عمان، وقالت انها حزينة عشان امها مريضة، وانها مترددة تروّح أو تظل.
صحيح البنت ما اعترفت انها ما معها مصاري، لكن كلامها للي بعرفوا الطفر، كان واضح معناه، معناه انها مش مترددة، لكن مش قادرة تروّح لأن ما معها مصاري.
تركتها ورجعت للشباب اجيب المصاري، وقالوا يا زلمة احنا بنمزح منوين نجيب 25 دينار، الدنيا نهاية اسبوع ومستويين من الطفر وبدنا نروّح ع اربد، لكني اقنعتهم ان لازم نعطي البنت مصاري ولو بنروّح ع اربد مشي، فجمعنا 15 دينار، اخذتهم و رجعتلها.
اعطيتها المصاري، وبصراحة خجلت توخذهن، فحطيتهن جنبها وقلتلها: لا تظلي مترددة، روحي ع امك.
حالة هالبنت مش حالة فريدة، كثير من بنات الجامعات بتعاني وساكتة وممكن تتعرض لضغوط الطفر، خاصة بنات السكن الداخلي.
لكن احنا الشعب حالنا مثل حال هالبنت، قاعدين مهمومين ومقهورين، والحكومة شايفيتنا وعارفة ليش الهم اللي احنا فيه، ومافيش داعي تراهن لتعرف وجع كل واحد فينا ب 25 دينار، لكن بتراهن انها قادرة تبيعنا لتسد 25 مليار.
نيسان ـ نشر في 2015/12/30 الساعة 00:00